ووجه الاستدلال من وجهين:
أ- أمره سبحانه وتعالى لهم بالصلاة في الجماعة ثم أعاد هذا الأمر مرة ثانية في حق
الطائفة الثانية بقوله : ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك.
وفي هذا دليل على أن صلاة الجماعة فرض عين. وإذا لم يسقطها الله سبحانه وتعالى عن
الطائفة الثانية بفعل الطائفة الأولى. ولو كانت صلاة الجماعة سنة لكان أولى الأعذار
بسقوطها هو عذر الخوف ولو كانت فرض كفاية لسقطت بفعل الطائفة الأولى. ففي الآية
دليل على كونها فرض عين ثلاثة أوجه.
ب- أمره بها أولا ثم أمره بها ثانية. وانه لم يرخص لهم في تركها في حال الخوف فكيف
يكون تركها في حال الامان والقدرة على صلاتها في جماعة.
3- كذلك ورود الآية في سورة الفاتحة وهي قوله تعالى : (إياك نعبد وإياك نستعين.) سورة (الفاتحة) الاية (5) بصيغة الجمع ولم ترد بصيغة المفرد على اعتبار أن قراءة المنفرد تكون بصيغة المفرد
فيقول : إياك اعبد وفي هذا دليل على أن الصلاة أريد بها القيام بصورة الجماعة.
4- قوله تعالى : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ) سورة (البقرة) الاية (43) .
5- وقوله تعالى : ( وإذا ناديتم إلى الصلاة ) سورة (المائدة) الاية (58).
6- وقال تعالى: (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) سورة (الجمعة) الاية (9) .
الدليل من السنة :- جميع الأحاديث التي جاءت عن الرسول صلى الله عليه واله فيما يخص
اقامة الصلاة تدل على وجوب الصلاة جماعة.
· قال رسول الله صلى الله علية واله "اذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم واحقهم
بالإمامة اقرؤهم" .
· وعن رسول الله صلى الله علية واله أن رجلا خرج من المسجد بعد ما أذن المؤذن فقال
أما هذا فقد عصى أبا القاسم محمد صلى الله علية واله.
· ومن الاحاديث حديث ابن مكتوم أنه قال : يا رسول الله إن بيني وبين المسجد نخلاً
وشجراً فهل يسعني أصلي في بيتي قال تسمع الاذان قال نعم قال فآتها "وفي رواية فأجب"
.
· وفي حديث أخر أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَعْمَى ، فَقَالَ :
إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ فَسَأَلَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ ،
فَرَخَّصَ لَهُ فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ ، فَقَالَ : " هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ ؟
" فَقَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَجِبْ" . فلم يجعل له رخصة في عدم مجيئه إلى
المسجد إذا سمع النداء وهو أعمى فدل على الاتيان إلى صلاة الجماعة مأموراً بها إذا
سمع النداء . اما صلاة المنفرد عن الجماعة فتوصف بحديث الرسول صلى الله عليه واله
"صلاة الجماعة تفضل عن صلاة الفذ أي الفرد بسبع وعشرين درجة وصلاة الرجل في الجماعة
تضعف على صلاته في بيته وسوقه بخمسة وعشرين ضعفاً" .
· إجماع أل البيت والصحابة على وجوب فضيله صلاة الجماعة لأنهم اعلم الناس بأمور
الدين وشرعه القويم واقربهم الى عهد النبوة واشدهم تمسكا واتباعا لنبيه لذلك لم يكن
هناك من الصحابة من كان يتخلف عن صلاة الجماعة.
الاعذار المبيحة لعدم حضور الصلاة في الجماعة أو في المسجد :
يعذر المسلم بترك الجماعة او الصلاة في المسجد بالأعذار التالية .
1- المريض مرضاً يلحقه أذى لو ذهب إلى صلاة الجماعة لقوله تعالى : (ليس على الاعمى
حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج) سورة (النور) الاية (61) .والدليل الثاني تخلف رسول الله عن
الصلاة في المسجد عند مرضه .
2- عند حضور الطعام أو مدافعة الاخبثين لحديث الرسول صلى الله عليه واله
"لا صلاة بحضرة الطعام ولا هو بدافعه الاخبثان" .
3- من له ضائع يرجوه أو يخاف ضياع رحاله أو قوته أو ضرراً فيه لحديث الرسول صلى
الله عليه واله "من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له الا من عذر".
4- حصول الاذى بمطر أو برد أو ريح شديدة بليلة مظلمة – لان الرسول صلى الله عليه
واله كان يأمر المؤذن إذا كانت الليلة باردة ذات مطر أن يقول "الا صلوا في رحالكم".
5- إذا كان على سفر والوقت لا يتسع لحضور صلاة الجماعة.
6- إذا كان لا يأمن على نفسه بالطريق إذا ذهب إلى المسجد لوجود من يقطع عليه الطريق
او أن يؤذيه في بدنه أو يسلبه ماله.
7- إذا كان لا يأمن على أهله إن تركهم في بيته لعدم وجود الامان في بلده .
فـــضــــل الــصـــلاة
- قال تعالى: (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)) سورة (المؤمنون) الآية ( 1-2 )
- وقال تعالى (( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم
آياته زادتهم إيمانناً وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم
ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرةً ورزق كريم ))
سورة (الانفال ) الآية (2)
- وقال صلى الله عليه واله : "من صلى البردين دخل الجنة.
- وقال: " من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي" .
- وقال:ـ "من صلى قبل الظهر أربع وبعد الظهر أربع حرمه الله على النار)) .
- وقال صلى الله عليه واله:ـ "ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين
مقبل بهما على الله بوجهه وقلبه إلا وجبت له الجنة" .
- وقال: "بشر المشاءين بالظلم بالنور التام يوم القيامة" .
- وقال:ـ "الصلاة إلى الصلاة مكفرات لما بينهما ما أجتنبت الكبائر" .
- وقال صلى الله عليه واله:ـ "أحب الاعمال إلى الله الصلاة على وقتها" .
- وقال صلى الله عليه واله:ـ "أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فأن صلحت
صلح سائر عمله وأن بطلت بطل سائر عمله" .
الصلاة وبعض ما ورد عنها في الكتاب والسنة :
لقد وردت نصوص كثيرة في القرآن عن الصلاة منها:
قال تعالى :
· (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)
سورة (البقرة) الآية (3)
· (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)
سورة (البقرة) الآية (43)
· (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ)
سورة (البقرة) الآية (83)
· (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ
مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
سورة (البقرة) الآية (110)
· (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ)
سورة (البقرة) الآية (277)
· (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا
الصَّلَاةَ)
سورة (النساء) الآية (77)
· (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا
مِنَ الصَّلَاةِ)
سورة (النساء) الآية (101)
· (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)
سورة (النساء) الآية (103)
· (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا
وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)
سورة (المائدة) الآية (6)
· (وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ
الزَّكَاةَ)
سورة (المائدة) الآية (12)
· (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)
سورة (المائدة) الآية (55)
· (وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
سورة (الانعام) الآية (72)
أما ما ورد في السنة الصحيحية من فضل الصلاة فكثير منه :
· ( سئل النبي صلى الله عليه واله أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قال
ثم أي قال ثم بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله )
· ( قال رسول الله صلى الله عليه واله : اجعلوا فى بيوتكم من صلاتكم ، ولا تتخذوها
قبورا) أي يصلي بها النافلة .
· (سئل رسول الله صلى الله عليه واله أي العمل أحب إلى الله تعالى قال الصلاة على
وقتها وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله عز و جل)
· ( قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي
جَمَاعَةٍ ، تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ , وَصَلاَتِهِ فِي سُوقِهِ
بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً.)
· ( قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ واله : لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا
فِي صَلاَةِ الْعِشَاءِ ، وَصَلاَةِ الْفَجْرِ ، لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا.)
· (قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ واله : إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاَةِ
عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ ، وَصَلاَةُ الْفَجْرِ ، وَلَوْ
يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا , لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا.)
· (عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : مَنْ
صَلَّى فِي مَسْجِدٍ جَمَاعَةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، لاَ تَفُوتُهُ الرَّكْعَةُ
الأُولَى مِنْ صَلاَةِ الْعِشَاءِ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عِتْقًا مِنَ
النَّارِ.)
· (قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ واله : إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا دَخَلَ
الْمَسْجِدَ ، كَانَ فِي صَلاَةٍ ، مَا كَانَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ ،
وَالْمَلاَئِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي
صَلَّى فِيهِ ، يَقُولُونَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ،
اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ.)
· (عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ واله ، قَالَ : إِذَا رَأَيْتُمُ
الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ ، فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإِيمَانِ ، قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى : {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} الآيَةَ)